انطلاق اعمال المؤتمر الدولي للإعمار والاستثمار ( العراق قفزة إلى الأمام)

برعاية صندوق إعادة إعمار المناطق المتضررة من العمليات الارهابية تجري أعمال انعقاد المؤتمر الدولي لإعادة الاعمار والاستثمار وتحت شعار (العراق قفزة إلى الأمام ) وقد بدأ المؤتمر بكلمة ترحيبية للشركة المنظمة للمؤتمر frontier Exchange ومن ثم الكلمة الترحيبية لمعالي الدكتور مصطفى الهيتي رئيس الصندوق بالحاضرين من جهات حكومية رفيعة المستوى والسفارات والممثليات الدبلوماسية في العراق والوزارات القطاعية ذات العلاقة  ومحافظي المحافظات المحررة وشركات دولية واقليمية ومحلية.

وقد اشار الدكتور الهيتي من خلال كلمته إلى حجم عمل الصندوق في المناطق المتضررة وعدد المشاريع التي انجزها ضمن خطته وان القفزة للأمام تمثلت في المسيرة التي شهدها الصندوق في حرق مراحل في هذا الزمن الصعب ،حيث باشر الصندوق في قفزته الاولى بإنجاز (150) مئة وخمسين مشروعاً في نهاية عام 2016 ولفترة لا تزيد عن اربعين يوماً بعد سبات دام أكثر من سنة ونصف قبلها، واردفها عام 2017 بمئة وثلاثة وستين مشروعاً من ضمنها إعادة بناء ثلاثة وخمسين مدرسة ومشاريع استراتيجية كبرى مثل سدة الرمادي وناظم الورار وناظم التقسيم للقناة الموحدة في أبي غريب وإعادة إعمار (42) بناية في جامعة الموصل والطفرة الاخرى عام 2018 ليكمل الصندوق الاحالة والتعاقد على (168) مئة و ستة وثمانين مشروعاً وبذا يكون الصندوق قد تعاقد على (499) مشروعاً تم استلام اكثر من (325) مشروعاً منها ومازالت بقية المشاريع في طور الانجاز لقد رصدت هذه المشاريع من الموازنة الفيدرالية حيث أُنفق على تلك المشاريع ما يقارب من 81,210,299 مليون دولار فقط. يضاف الى ذلك قام الصندوق بالإشراف والمتابعة والتدقيق على (244) مشروعاً من القروض والمنح وهي مشروع القرض الطارئ للبنك الدولي وقرض بنك التنمية الالماني والمنحة الكويتية والمنحة التشيكية ومنحة جمهورية الصين الشعبية، وهنا فقد حقق الصندوق قفزة نوعية بعدد ونوعية المشاريع لتصل الى (743) سبعمئة وثلاثة واربعين مشروعاً منذ شهر تشرين الثاني 2016 وحتى نهاية تشرين الثاني عام 2018 .

كما جاءت مشاركة نائب رئيس مجلس النواب الدكتور  بشير حداد في كلمته القيمة في افتتاح مؤتمر (العراق قفزة الى الامام ) للاعمار والاستثمار  التي أكد من خلالها ضرورة تشريع قانون لصندوق اعادة الاعمار ومضاعفة الاموال المخصصة له من الموازنة العامة لتناسب حجم الضرر والمشاريع التي تحتاجها اعادة البنى التحتية للمناطق المتضررة من الارهاب وليتمكن من القيام بالمهام الموكلة اليه.

ثم القى معالي الامين العام لمجلس الوزراء د. مهدي العلاق كلمته فتحدث عن أهمية الاستقرار للنازحين العائدين إلى المناطق المحررة من خلال توفير الخدمات والعمل الحثيث لتفعيل حزمة من الاجراءات والاصلاحات التي من ضمنها تخصيص الاراضي للمشاريع، وتنظيم قواعد عمل مبسطة للعقود ومراجعة الاجراءات الكمركية  والضريبية وخفضها ، وتبسيط اجراءات سمات الدخول للشركات والمستثمرين، وأكد على أن الامل يحدونا لتوفير مزيد من فرص العمل وتقديم خدمات تليق بصبر العراقيين وتضحياتهم ودماء الشهداء وقد تم تقديم عرض شامل في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة حول ما تم تحققه من جهود اعادة الاستقرار في المناطق المحررة والنجاح في عودة حوالي ٧٠٪ من النازحين الى مناطق سكنهم وان هنالك خطة اخرى جديدة للتنسيق مع الدول المانحة ومجموعة دعم الاستقرار الدولية لإعادة النازحين المتبقين إعادة طوعية وآمنة خلال عام ٢٠١٩. وقد اشاد الأمين العام لمجلس الوزراء الدكتور مهدي العلاق بجهود صندوق إعادة الإعمار وعلى رأسه الدكتور مصطفى الهيتي في إعمار المناطق المحررة وجهوده في تنظيم هذا المؤتمر وجهود المهتمين من الشركات والهيئات الدبلوماسية في الحضور والمشاركة في أعمال هذا المؤتمر.

وأعقب ذلك كلمة معالي محافظ البنك المركزي الاستاذ علي العلاق ترتكز عملية الاعمار والتنمية على قواعد ومنها وجود إدارة عامة قادرة على بسط سلطة القانون وإدارة مؤسسات الدولة على أساس الكفاءات وكل ما يتضمنه هذا الأمر من مظاهر تتجلى بسلطة القانون وكذلك الفصل بين السلطات والانسجام بينها، والركيزة الثانية التي تستند عليها عملية البناء والتنمية هي الادارة الرشيد فضلاً عن جعل القطاع الخاص هو القاعدة الاساس لكن مع الاسف لاتزال الكثير من الوزارات والمؤسسات تعمل  بنفس النظام السابق وهو شمولية الدولة ولم تتحرر هذه الوزارات من السياسات الماضية لتتمكن من توفير بيئة مناسبة للإعمار والاستثمار والارتقاء بالقطاع الخاص ،اما الركيزة الثالثة وهي الادارة المالية نحو تحقيق تقدم ملحوظ في القطاعات وتجنب الوقوع في مطبات موارد الدولة، أن حالة عدم الاستقرار السياسي والامني وعدم الإرتقاء بالمستوى المؤسساتي وايضا الضعف الكبير في الادارة المالية وهيمنة الارادة السياسية على الادارة المالية كانت من الاسباب التي أدت إلى ضعف التقدم في القطاع الاقتصادي العام. وقد استطاع البنك المركزي الحفاظ على مستوى الاحتياطات وإخراج العراق من منطقة المقاطعة المستمرة كما استطاع البنك المركزي ان يؤمن توفير السيولة والدعم على ما يزيد عن 20 ترليون خلال العامين السابقين.

 كما أكد الدكتور سامي الاعرجي رئيس هيئة الاستثمار خلال كلمته التي القاها في المؤتمر  استعداد الهيئة الوطنية للاستثمار الى دعم المستثمرين في العراق من خلال تقديم العديد من الامتيازات والضمانات التي يحتاجونها وذلك لاستثمار الثروة الطبيعية والبشرية المتوفرة في البلاد، وفتح النافذة الواحدة في الهيئة الوطنية للاستثمار وفي هيئات استثمار المحافظات التي تقدم خدماتها لتسهيل عملية منح إجازة الاستثمار من خلال استمارة طلب الإجازة وتخصيص الأرض والحصول على الإعفاءات الضريبية وتسهيل دخول وخروج وإقامة المستثمرين والعاملين معهم مع تحديث الخارطة الاستثمارية التي تعرض الفرص الاستثمارية موزعة جغرافيا على المحافظات ونوعيا حسب القطاعات الإنتاجية والخدمية سنوياً. كما قامت الهيئة بوضع حلول لمعالجة المشاريع المتوقفة منذ عام ٢٠٠٩ وحل مشاكلها سواءً كانت المتعلقة بالأداء الحكومي أو بأداء الشركات ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي توقفت عبر تفعيل دور اللجنة الاقتصادية لتوفير مبالغ مناسبة لدعم هذه المشاريع حيث يوجد اكثر من (٤٠) اربعون الف مشروع متوقف. وفي نهاية كلمته شكر الدكتور سامي الاعرجي الشركات الفاعلة والرصينة التي تمارس نشاطها في الاستثمار في العراق واثنى على جهود صندوق إعادة الإعمار في تنظيم هذا المؤتمر.

وقدمت السيدة يارا سليم ممثلة البنك الدولي في كلمتها عرضاً لمشاريع البنك الدولي في العراق والتي شملت قطاعات مختلفة مثل الطرق والجسور والماء والكهرباء من خلال شراكة البنك الدولي في اعادة الاعمار وفق المعايير الدولية في المناطق المحررة عبر مشروع التنمية الطارئ وصندوق التنمية الاجتماعي بالشراكة مع صندوق إعادة الإعمار والعديد من المؤسسات العراقية، ورسم استراتيجيات الاعمار من خلال دراسة تقييم الاحتياجات التي انجزها البنك الدولي بالتعاون مع وزارة التخطيط.

والبنك الدولي يتطلع الى مزيد من التعاون مع الحكومة العراقية. وشكرت ممثلة البنك الدولي الصندوق والقائمين على تنظيم هذا المؤتمر لتعزيز فرص الاعمار والاستثمار في العراق.

كما تكلم اللواء الركن محمد الشمري من مركز العمليات الوطني عن دور الامن والاستقرار  وجهوده إعادة الإعمار والاستثمار وما انجز في المرحلة السابقة حيث  قطعت الحكومة شوطاً مهماً في عملية استباب الامن في المناطق المحررة مما سيساهم ايجابياً في تسريع إعادة إعمار هذه المناطق، من خلال تواجد الشركات الرصينة المدعوة في هذا المؤتمر للمشاركة في إعادة الإعمار .

كما قدمت شركات دولية رصينة تلخيصا لعملها في العراق مثل شركة siemens وشركة General Electric ثم قام رئيس الصندوق وضيوف المؤتمر بافتتاح المعرض المرافق للمؤتمر والذي ساهمت فيه اكثر من عشرين شركة عرضت خدماتها بمختلف الاختصاصات للمساهمة في إعادة إعمار العراق او الاستثمار فيه .

وبعد الاستراحة تم عقد الجلسة الثانية المخصصة للاستثمار وترأس الجلسة الدكتور سامي الاعرجي بالتعاون مع شركة زين وحضور السيد علي الزاهد المدير التنفيذي للشركة. المهندس تركي القيسي مدير عام مجموعة القبس والسيد عبد الله القاضي ممثل شركة Crescent petroleum . وتناول المتحدثون الدور الهام الذي يلعبه القطاع الخاص في تنشيط الاقتصاد العراقي.

وقد شاركت في المؤتمر سفارات كل من الولايات المتحدة الامريكية والتركية والصينية والسعودية والاماراتية والكويتية والتونسية في جلسة المؤتمر الثالثة لبيان دور المجتمع الدولي في دعم جهود الاعمار والتنمية في العراق. وقدم المتحدثون عرضاً لدور بلدانهم في في عملية إعادة إعمار المناطق التي طالها الارهاب خلال السنوات المنصرمة .

وبهذا اختتم المؤتمر اعماله لليوم الاول.



مشاركة: